تأثير التليفزيون على الأطفال | تأثيرات التليفويون الإيجابية والسلبية على الطفل - عائلتي

قد يفوت الأطفال الذين يقضون وقتًا طويلاً أمام التلفزيون فرصًا عديدة في الحياة. فعندما يقضي طفلك الكثير من الوقت في مشاهدة التلفزيون، يفقد في المقابل وقتًا ثمينًا كان يمكن أن يستثمره في أمور أكثر إنتاجية مثل اللعب مع الأصدقاء، والقيام بالواجبات المدرسية، والمشاركة في القيام ببعض المهام المنزلية التي تتناسب مع عمره، وإكتشاف هواياته وممارستها، وأنشطة أخرى مماثلة.

قد يبدو هذا متناقضًا مع الآثار الإيجابية للتلفزيون المذكورة سابقًا، لكنه ينطبق بشكل أساسي على الأطفال الذين تقل أعمارهم عن عامين. إذ تكون أدمغة الأطفال في مراحل النمو قبل سن الثانية. هذا عندما يعيد الدماغ الأسلاك ويعزز التعلم الاجتماعي والعاطفي. لا يبتسم التلفزيون أو يتحدث أو يتفاعل مع طفلك نفسياً على المستوى الشخصي. يؤثر هذا على الحالة العقلية للطفل لأنه ضعيف في هذه المرحلة من الحياة. حتى في السنوات اللاحقة، يمكن أن يؤدي قضاء الكثير من الوقت في مشاهدة التلفزيون إلى الحد من التفاعل الاجتماعي لطفلك، وبالتالي يصبح هناك تأثير سلبي على اللغة والمهارات الاجتماعية على المدى الطويل.

إذا كان طفلك يشاهد التلفاز لفترات طويلة كبديل للخروج واستكشاف العالم الحقيقي، فسوف يؤثر ذلك عليه بالسلب فلا يكون قادرًا على إكتساب خيال قوي. نظرًا لسرعة عرض الصور والأفكار على الشاشة، فإن الأطفال الذين يشاهدون التلفزيون بشكل مبالغ فيه لا يمكنهم تحفيز عقولهم أو ابتكار أفكار جديدة بمفردهم، وبالتالي يستخدمون التلفزيون بشكل سلبي ولا يبدعون بأي نشاط.

غالبًا ما يعاني الأطفال الذين يقضون أكثر من ساعتين إلى ثلاث ساعات أمام شاشة التليفزيون والشاشات الإليكترونية الاخرى يوميًا من نقص التركيز في الفصل الدراسي. قد يكون هؤلاء الأطفال أيضًا أكثر عرضه لإضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه. يمتد هذا النقص في التركيز وقلة الانتباه إلى مجالات أخرى إلى جانب المجال الأكاديمي، مثل الرياضة. قد يكون الطفل غير راغب في المشاركة في الأنشطة الإبداعية والمهدئة عقليًا مثل الحرف والرسم أيضًا.

تدور الإنتاجية حول الوصول إلى آفاق جديدة في الحياة. إذا كان طفلك يشاهد التلفاز باستمرار ولا يحقق أي إنجازات بارزة في حياته الأكاديمية أو الاجتماعية أو الرياضية، فإن كل هذا الوقت الذي يقضيه أمام الشاشة هو مجرد إهدار للوقت.

الأطفال الذين يشاهدون التلفاز بكثرة معرضون لخطر الإصابة بالسمنة والاضطرابات الصحية الأخرى أكثر من غيرهم. حيث يظل الطفل جالسًا في مكانه أمام التليفزيون لفترات طويلة، ولا يقوم بأي نشاط حركي.

الأطفال الذين يشاهدون التلفاز بكثرة معرضون لخطر الإصابة بمتلازمة العين الكسولة. في هذه الحالة، يعاني الطفل من ضبابية أو ضعف في الرؤية لا يمكن تصحيحه بالنظارات أو العدسات. يشجع إدمان التلفاز أيضًا على قلة ممارسة الرياضة ونمط حياة خامل، وكلاهما يؤثر بالسلب على القلب والدماغ. وبالتالي يمكن أن يؤدي هذا في النهاية إلى حدوث مشاكل في القلب والأوعية الدموية وضيق الشرايين.

وفقًا للأبحاث، يمكن أن تؤدي مشاهدة التلفاز بكثرة إلى تغيير بنية الدماغ وتعزيز السلوك السلبي - وخاصة العنف والعدوانية. الأطفال الذين يشاهدون العروض التي تحتوي على محتوى غير مناسب لأعمارهم، هم أكثر عرضة لخطر هذه المشكلة.

قد يؤدي قضاء الطفل الكثير من الوقت في مشاهدة التلفزيون، إلى التقصير في القيام بالمهام الدراسية. فقد يتغيب الأطفال أحيانًا عن المدرسة، أو يهمل في القيام بعمل الواجبات المدرسية بسبب مشاهدة التلفاز، وهذا يؤثر سلبًا على أدائهم الأكاديمي.

تتعدد مشكلات التعلم التي تحدث بسبب الوقت الزائد الذي يقضيه الطفل على التليفزيون، وتتراوح شدتها ابتداءً من الاستماع السلبي وتراجع مهارات الاستماع، إلى نقص المهارات الحركية والإبداعية الدقيقة. يحدث هذا عندما لا يشارك الأطفال في أنشطة تحفيزية  جسدية وعقلية. فالأطفال الذين يصابون باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه بسبب قضاء وقت طويل في مشاهدة التلفاز، يفتقرون أيضًا إلى القدرة على التركيز أثناء الدراسة.

يحدث الكثير من التطورات للطفل في هذه المرحلة، لذلك يجب التركيز علي تنميتها للوصول إلى أفضل النتائج، وتجنب مشاهدة التليفزيون قبل سن عامين. 

يفضل الإعتدال في مشاهدة التليفزيون، والحرص الدائم على أن يشاهد طفلك برامج هادفة تساعده على التطور والنمو بشكل سليم. تعد مشاهدة التلفزيون جزء من الحياة اليومية للأطفال، فإذا تم إستغلالها بطريقة صحيحة، يمكن لطفلك أن يتعلم ويستفيد منها.